کد مطلب:168154 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:143

الهاشمیون من انصار الامام الحسین فی کربلاء
اختلفت المصادر التأریخیة اختلافاً شدیداً فی عدد رجال [1] بنی هاشم الذین


حضروا كربلاء مع الامام الحسین (ع)، والظاهر أنّ منشاء هذا الاختلاف هو اختلاف هذه المصادر فی عدد مَن قُتل مِن بنی هاشم مع الامام الحسین (ع) فی كربلاء.

بل لقد اختلفت هذه المصادر فی عدد الناجین منهم من القتل وفی أسماء بعضهم. [2] .

ولذا فمن الصعب الوصول بدقّة تامّة وعلی نحو الیقین إلی عدد من حضر من بنی هاشم فی كربلاء مع الامام الحسین (ع)، لكنّ إضافةعدد الناجین منهم إلی عدد من قُتل منهم عدا الامام (ع) یوصلنا الی عدد تقریبیّ ظنّیّ لهؤلاء الانصار


الهاشمیین (ع)، یختلف باختلاف عدد الناجین الذی یكون الحساب علی أساسه، ویتفاوت أیضاً بتفاوت عدد القتلی المعتمد والمضاف إلیه.

إنّ أقلّ عدد لشهداء الطفّ من الانصار الهاشمیین ذكرته المصادرالتأریخیة هو أحد عشر. [3] أللّهمّ إلاّ ما ذكره ابن أبی حاتم فی كتابه السیرة النبویة أنّ شهداء بنی هاشم كانوا تسعة أشخاص!. [4] .

وإنّ أشهر عدد لمن قُتل منهم هو سبعة عشر، [5] وإن أكبر الاعداد المذكورة


لهم (ع) هو سبعة وعشرون شهیداً، [6] وبین الاقلّ و الاكثر كانت بعض المصادر قد ذكرت أعداداً أخری متفاوتة. [7] .


فإذا أخذنا عدد الناجین منهم من القتل فی ضوء روایة ابن سعد فی الطبقات وهو خمسة، فإنّ أقلّ عدد لانصار الامام (ع) من بنی هاشم فی كربلاء یكون ستّة عشر، ویكون أكبر عدد لهم إثنین وثلاثین،هذا علی وجه التقریب، ویكون أقوی وأشهر عدد لهم إثنین وعشرین.


[1] لايخفي ان من بني هاشم من قد حضر كربلاء مع الامام (ع) و هو في عمر الطفولة كالامام محمد بن علي الباقر عليه السلام، و عبدالله بن الحسين عليها السلام (الرضيع)، و غيرهما، ولذا تحرّزنا بكلمة (رجال) في حساب عدد الانصار من بني هاشم.

[2] روي الفضيل بن الزبير الكوفي الأسدي (و هو من أصحاب الامامين الباقر و الصادق عليهما السلام) في كتابه «تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام» أن الناجين كانوا ثلاثة و هم: الامام زين العابدين عليه السلام، و الحسن المثنّي عليه السلام، و محمد بن عمرو بن الحسن عليه السلام و كان غلاماً مراهقاً.(راجع: كتاب تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام / المطبوع في مجلّة تراثنا / العدد الثاني / السنة الأولي - خريف سنة 1406 ه ق / موسسة آل البيت عليهم السلام - قم). و روي ابن سعد في طبقاته أنه لم يفلت من أهل بيت الحسين بن علي الذين معه الاّ خمسة نفر: علي بن حسين الأصغر، و هو أبو بقيّة ولد الحسين بن علي اليوم، و كان مريضاً فكان مع النساء، و حسن بن حسن بن علي، وله بقية، وعمرو بن حسن بن علي، ولا بقية له، والقاسم بن عبدالله بن جعفر، و محمد بن عقيل الأصغر..» (راجع: ترجمة الامام الحسين عليه السلام و مقتله من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبير لابن سعد / تحقيق السيد عبدالعزيز الطباطبائي / موسسه آل بيت عليهم السلام / ص 77-78 - و راجع: سير أعلام النبلاء للذهبي 303:3 نقلاً عن طبقات ابن سعد / موسسة الرسالة). و ذكر ذلك أيضاً الشيخ باقر شريف القرشي، لكنّه ذكر (عمر بن الحسن) بدل (عمرو بن الحسن)، و اضاف اليهم سادساً و هو «زيد بن الحسن» و نسب ذلك الي مقاتل الطالبيين ص 119.(راجع: حياة الامام الحسين بن علي عليهم السلام 313:3 - 314).

[3] راجع: تاريخ الاسلام للذهبي، حوادث سنة 61، ص 21؛ و مرآة الزمان لليافعي، 131:1.

[4] السيرة النبوية:558.

[5] بل لعلّه الاصح، فقد وردت في ذلك روايات عن اهل البيت علهيم السلام، منها ماورد عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: «.. ذلك دم يطلب الله به ما اصيب من ولد فاطمة، و لايصابون بمثل الحسين، ولقد قتل في سبعة عشر من اهل بيته، نصحوا لله و صبروا في جنب الله فجزاهم الله احسن جزاء الصابرين...» (بشارة المصطفي: 426، رقم 2).

وراجع بصدد العدد سبعة عشر: الارشاد: 279 المطبعة ا لحيدرية - النجف، والدرّ النظيم، 378، والاصابة، 17:1، و تاريخ العلماء و وفياتهم 172:1، و تاريخ خليفة 146، و مرآة الزمان، 113:3 والبداية والنهاية 191:8، و المعجم الكبير للطبراني 104:3 رقم 2805، و خطط المقريزي 286:2 / طبعة دار احياء العلوم - مصر، و بشارة المصطفي: 426، و تهذيب التهذيب 323:2 / طبعة دار الفكر - بِيروت / 1415 ه ق، وانظر: ابصار العين: 77-49 و 92- 89 فقد ترجم السماوي (ره) في مجموع هذه الصفحات لسبعة عشر شهيدا من بني هاشم من الانصار في كربلاء، وانظر: في متن زيارة الناحية فقد ورد فيها السلام علي سبعة عشر شهيداً منهم عليه السلام (البحار: 65:45-69).

و هنا ملاحظتان مهمّتان.

1- ادخلت بعض كتب التاريخ و كتب التراجم في جملة انصاره عليه السلام حتّي من قتل من الاطفال كعبد الله بن الحسين (الرضيع) عليه السلام، و من كان غلاماً - لم يعرف هل بلغ سنَّ التكليف ام لا؟-

كمحمّد بن ابي سعيد بن عقيل عليه السلام، (مثلاً: راجع: ابصار العين: 54، 91)، و كذلك الامر في بعض الناجين مثل: عمر (عمرو) بن الحسن عليه السلام، يقول القرشي: «ونجا من القتل عمر بن الحسن ولم نعلم انّه اشترك في الحرب ام كان صغيرا؟» (حياة الامام الحسين: 314:3).

و هذا الامر يزيد في صعوبة معرفة انصاره عليه السلام في كربلاء علي وجه اليقين و الدقّة، ذلك لان الغلمان و الاطفال ليسوا من القوّة الحربية (الانصار الرجال) في الحسابات العسكرية.فتامّل.

2- ورد في المعجم الكبير للطبراني، و خطط المقريزي، و تهذيب التهذيب عن محمّد بن الحنفيّة (رض): «لقد قتل معه - اي مع الحسين عليه السلام - سبعة عشر ممّن ارتكضوا في رحم- او بطن- فاطمة و ينبغي هنا ان ننبه الي ان هذا المعني و هذا العدد لا يستقيم صحيحا الا اذا كان المراد بفاطمة هنا هي فاطمة بنت اسد عليهما السلام ام امير المومنين علي، و جعفر، و عقيل عليهما السلام، و الاّ فانّ الشهدا في الطفّ من نسل فاطمة الزهراء عليهما السلام هم خمسة عدا الامام الحسين عليه السلام. فتامّل.

[6] راجع: مناقب آل ابي طالب لابن شهر آشوب، 112:4 و ذخائرالعقبي: 146 و مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي، 53:2 - و هناك عدد اكبر من هذا و هو ثلاثون، نسب الي الامام الصادق عليه السلام في حديث له مع عبدالله بن سنان، امره فيه بالامساك في يوم عاشوراء، و بالافطار بعد صلاة العصر، و قال له: «فإنّه في ذلك الوقت - أي العصر - تجلْت الهيجاء عن آل رسول (ص) و انكشفت الملحمة عنهم، و في الأرض منهم ثلاثون صريعاً مع مواليهم، يعزّ علي رسول الله مصرعهم، ولو كان في الدنيا حيّاً لكان هو المعزّي بهم.» (راجع: سفينة البحار، 196:2 و أعيان الشيعة، 134، 4)، ولعلّ مراده (ع) أنّهم مع مواليهم كانوا ثلاثين شهيداً، فإذا علمنا أنَّ مواليهم الذين كانوا معهم في كربلاء ستّة هم: أسلم بن عمرو، و قارب بن عبدالله، و منجح بن سهم، و سعد بن الحرث و نصر بن أبي نيزر، و الحرث بن نبهان، فإنّ عدد بني هاشم منهم يبقي ستّة و عشرين،و الله العالم.

[7] فقد ذكر بعضها أنّ عددهم ستة عشر (راجع: المجدي في أنساب الطالبيين: 15 و تاريخ خليفة: 146 و البداية و النهاية: 8: 191 و المحن: 134 و الإصابة 334:1 و جواهر المطالب، 273:2 و تاريخ الإسلام للذهبي، حوادث سنة 61 ه ص 5و تاريخ مدينة دمشق 224:14 و انظر تاريخ الخلفاء: 207) وعدّ المسعودي منهم في (مروج الذهب، 71:3) إثني عشر شهيداً، و ذكر سبط بن الجوزي في (تذكرة الخواص: 230) أنّ عددهم تسعة عشر كلّهم من نسل فاطمة، أي فاطمة بنت أسد (ع) كما بيّنا قبل ذلك، و ذكرت مصادر أخري أنّ عددهم واحد و عشرون رجلاً (راجع: كفاية الطالب: 298، و انظر درر السمطين:218، و تاريخ العلماء وفياتهم: 172:1)، و قال أبوالفرج الإصبهاني: «فجميع من قتل يوم الطفّ من ولد أبي طالب سوي من يختلف في أمره إثنان و عشرون رجلاً» (مقاتل الطالبين: 98) و هناك أيضاً أعداد أخري بين ذلك ذكرتها بعض المصادر الأخري (راجع: حياة الإمام الحسين بن علي (ع) 3: 310-311).